تدعم الأدلة المستقاة من كل من القضايا الجنائية والدراسات البحثية للجماعات الإجرامية المنظمة في مواقع مختلفة كلا من النماذج الثلاثة للجريمة المنظمة في جوانب معينة. فبعض الجماعات الإجرامية المنظمة هي هرمية (حتى لو كانت فضفاضة)، مرتبطة ثقافيًا، ويتم الحفاظ عليها أيضًا من خلال العرض والطلب على المنتجات والخدمات المتاحة غير المشروعة. ومن الواضح أن الجماعات الإجرامية المنظمة المرتبطة عرقيا أو ثقافيا موجودة بشكل غير هرمي في هيكلها، ولكنها مدفوعة بالفرص الاقتصادية في الأسواق غير المشروعة. وهناك أيضًا مجموعات إجرامية منظمة غير هرمية أو ثقافية ملتزمة بأنشطة إجرامية تتوافق مع الفرص المتاحة للربح بشكل غير مشروع.
كما تركز كل من النماذج الثقافية الهرمية والمحلية على كيفية تنظيم الجماعات الإجرامية ؛المنظمة؛ ببنما يركز نموذج المؤسسة على كيفية تنظيم الأنشطة الإجرامية المنظمة. ويمكن العثور على أمثلة من جميع النماذج الثلاثة في أسواق ومواقع مختلفة حول العالم. فبعض الجرائم المنظمة ذات طبيعة هرمية والكثير غير ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الجرائم المنظمة ذات طبيعة محلية وملزمة ثقافيا والكثير غير ذلك. ومن ناحية أخرى، نجد أن جميع أنشطة الجريمة المنظمة ذات طبيعة ريادية، حيث أن الغرض النهائي منها هو فائدة مالية أو مادية أخرى. والجريمة المنظمة، كسلوك، يمكن دراستها كنشاط اقتصادي، لكنها تُلاحق بناء على العلاقة بين المشاركين في الأعمال الإجرامية.
ولخص تحليل أجراه مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لـ 16 دولة ومنطقة واحدة (منطقة البحر الكاريبي) تقاريرها عن الجماعات الإجرامية المنظمة العابرة للحدود في كل بلد وما كان معروفًا عن ثلاث مجموعات إجرامية منظمة بارزة هناك (مركز الأمم المتحدة لمنع الجريمة الدولية، 2000). ووُجد أن 40 جماعة إجرامية منظمة تم تحديدها تتبع خمسة نماذج مختلفة :
وتراوح هذا التصنيف للمجموعات من الأكثر تنظيمًا إلى الأقل تنظيمًا، وأبلغت البلدان المستجيبة أن حوالي ثلث المجموعات ذات هيكل هرمي. وغالبًا ما تكون هذه المجموعات أكبر حجمًا وموثقة بشكل أفضل من المجموعات الأخرى. ووجد المسح أن حوالي ثلث المجموعات الأربعين تم تحديدها على أساس عرقي. وبينما لم يكن للمجموعات المتبقية هوية اجتماعية أو عرقية قوية، أو تم اختيار الأعضاء ببساطة من نفس الخلفية الاجتماعية. ولكن الملفت للانتباه هو ان ثلثا المجموعات المحددة كانت لها أنشطة في ثلاثة بلدان أو أكثر. وتوضح هذه الدراسة كيف يتم تنظيم الجريمة المنظمة بشكل مختلف في مختلف بلدان العالم.